الأحد، 7 فبراير 2010

انهيار المنظومة الأمنية بمدينتي تيفلت والخميسات فما رأي السيدين وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني؟

انهيار المنظومة الأمنية بمدينتي تيفلت والخميسات

فما رأي السيدين وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني؟

كم من مرة نبهنا إلى تردي الأوضاع الأمنية بمدينتي تيفلت والخميسات للفت انتباه المراقب الإقليمي بالخميسات حول ظاهرة استفحال الجريمة بشتى أنواعها ومن بينها الجريمة المنظمة (المحمية)،ولقد سبق لجريد ة بيان اليوم أن نشرت في احد أعدادها مقالة تحت عنوان:ما جدوى تواجد الأمن الإقليمي بالخميسات إذا كان المسئول الأول عن الأمن تغيب عنه الشمس بمدينة الرباط رغم تخصيص سكن له انتزع من احد رجال السلطة وتقاضيه تعويضا على السكن؟

ولقد جاءت هذه المقالة لتنبيه المسئولين المركزيين أن المسؤولية الأمنية تقتضي من المسئول الأول عنها أن لا يبارح مكانه لان الأمر يتعلق بأمن المواطن والدولة. واليوم بدا للعيان وللرأي العام المحلي أن المنظومة الأمنية بمدينتي تيفلت والخميسات قد انهارت مما استدعى تدخل الدرك الملكي للقيام بدوريات ليلية نتج عنها إلقاء القبض على بعض عناصر عصابة خطيرة فيما البعض الآخر لازال في حالة فرار.

تدخل الدرك الملكي بالمنطقة الحضرية بالخميسات يؤكد بالملموس بان هناك انفلاتا امنيا، وما يثبت ذلك الدوريات التي يقوم بها رجال الدرك ليلا.

إن الرأي العام المحلي متذمر من انعدام الأمن،بحيث أصبح أبناءهم موضوع تهديد أمام المؤسسات التعليمية ،إضافة إلى تواجد عناصر تتاجر في المخدرات أمام هذه المؤسسات.

فهذا الانفلات دفع ببعض أولياء وآباء التلاميذ إلى مرافقتهم لأبواب المؤسسات التعليمية حتى لا يتعرضوا لمكروه،والدليل على ذلك أن بعض المعاهد العمومية تعاقدت مع شركات خاصة بالأمن في سابقة من نوعها بالإقليم،ما أدى ببعض المواطنين بالعودة إلى بيوتهم قبل سقوط الظلام مخافة تعرضهم لمكروه،أما البعض الآخر الذي اضطرته الظروف للبقاء خارج البيت ليلا، ويحمل أداة للدفاع عن نفسه بها، فان مصيرهم يكون الاعتقال بتهمة حمل السلاح الأبيض!

وآخر ما يستنكر له الرأي العام اليوم هو واقعة الاعتداء التي تعرض لها أب وابنته صبيحة يوم الأحد 24 يناير حيث باغتته عصابة مدججة بالسلاح الأبيض محاولة انتزاع ابنته منه قصد الاختلاء بها واغتصابها، لكن مقاومة الأب حالت دون ذلك ليصابا بجروح بليغة،زد على ذلك الأعراض النفسية الناتجة عن الاعتداء.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد،بل تجاوزه إلى السرقات المتعددة للمنازل والمر ائب والمخادع الهاتفية،إذ ضبط احد اللصوص ليلا داخل مخدع هاتفي من طرف دركيين ليسلم حينها الجناة من طرف الدرك " للشرطة القضائية"... والقائمة طويلة ومستمرة بالخميسات!

أما مدينة تيفلت.. وبعد رحيل العميد محمد الوليدي، فقد عاد مسلسل الرعب يطفو من جديد عليها،حيث تحولت المدينة إلى مرتع خصب تنشط فيه الجريمة بكل أشكالها،كما عادت شبكات بيع الخمور والمخدرات إلى مزاولة نشاطها "العادي" دون حسيب ولا رقيب.

إلا أن كل هذا لم يمنع بعض رجال الأمن المخلصين لمهنتهم ،بالمدينتين،والغيورين عليها إلى القيام بواجبهم رغم انعدام الوسائل اللازمة،وهنا يمكن أن نتساءل كيف يمكن لدورية عدد عناصرها اثنين ترجلوا لملاحقة احد المبحوثين عنهم ،إلا أنهم عند عودتهم إلى سيارة المداومة فوجئوا بنيران تلتهم السيارة بفعل عمل إجرامي آخر أدى ثمنه الأمنيين،بتعاون مع زملائهم، وذلك بأداء ثمن إصلاح سيارة الأمن وإدخال عنصر امني فاعل إلى الإدارة عقابا له عن ذلك.

اليوم نقول للسيد وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني: هل عدنا إلى زمن بلاد السيبة وبلاد المخزن؟

إن ما يقع بمدينة الخميسات اليوم يندى له الجبين وتهتز له الوشائج،بل أضحى موضوع الساعة بين الخاصة والعامة.

وإذا كانت بعض العناصر الإجرامية تأتي من مدن أخرى،فقد تجاوز الأمر ذلك إلى استقرار بعض الأجانب(منتمين لدولة عربية )بكل من تيفلت والخميسات بطريقة غير شرعية،يمارسون فيها كل أشكال الفساد...فهل العناصر التي أوكلت لها مهمة مراقبة الأجانب ليست على علم بذلك؟ وهل تحصين الوطن يتم بهذه الطريقة؟

ونحن اليوم بهذا البيان نتحمل مسؤولية التبليغ وإثارة انتباه المسئولين المركزيين إلى خطورة الوضع وضرورة التدخل العاجل قبل فوات الأوان... و اللهم نشهد أننا قد بلغنا.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
جميع الحقوق محفوظة-المستقل